{الفَصْلُ الثَّانِيْ فِيْ حُقُوْقِ الزَّوْجِ) الْوَاجِبَةِ (عَلَى الزَّوْجَةِ}
(قَالَ اللهُ تَعَالَى) في سورة النساء (الرِّجَالُ قَوَّامُوْنَ عَلَى النِّسَاءِ) أي مسلطون على تأديبهن (بِمَا فَضَّلَ اللهُ) به (بَعْضَهُمْ) أي الرجال (عَلَى بَعْضٍ) أي النساء (وَبِمَا أَنفَقُواْ) أي عليهن (مِنْ أَمْوَالِهِمْ) في نكاحهن كالمهر والنفقة. < ص 7 >
قال المفسرون: تفضيل الرجال عليهن من وجوه كثيرة، حقيقية وشرعية. فمن الأول أن عقولهم وعلومهم أكثر، وقلوبهم على الأعمال الشاقة أصبر، وكذلك القوة والكتابة غالبا، والفروسية، وفيهم العلماء، والإمامة الكبرى والصغرى، والجهاد والأذان والخطبة والجمعة والإعتكاف والشهادة في الحدود والقصاص والأنكحة ونحوها، وزيادة الميراث والتعصيب، وتحمل الدية، وولاية النكاح والطلاق والرجعة وعدد الأزواج، وإليهم الإنتساب. ومن الثاني عطية المهر والنفقة ونحوهما. كذا في الزواجر لابن حجر (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ) أي مطيعات لأزواجهن (حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ) أي لما يجب عليها حفظه أي حال غيبة أزواجهن من الفروج وأموال الزوج وسرّه وأمتعة بيته (بِمَا حَفِظَ اللهُ) أي بحفظ إياهن وبتوفيقه لهن، أو بالوصية منه تعالى عليهن، أو بنهيهنّ عن المخالفة.
وعن أب هريرة رضي الله تعالى عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {خَيْرُ النِّسَاءِ امْرَأَةٌ إِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهَا سَرَّتْكَ، وَإِذَا أَمَرْتَهَا أَطَاعَتْكَ، وَإِذَا غِبْتَ عَنْهَا حَفِظَتْكَ فِيْ مَالِكَ وَنَفْسِهَا} (وَاللاَّتِي تَخَافُونَ) أي تظنون (نُشُوزَهُنَّ) أي بغضهن لكم ورفع أنفسهن عليكم تكبرا (فَعِظُوهُنَّ) أي فخوّفوهن الله، وهو مندوب كأن يقول الرجل لزوجته: اتقي اللهَ في الحق الواجب لي عليكِ، واحذري العقوبة، ويبين أن النشوز يسقط النفقة والقسم، وذلك بلا هجر ولا ضرب، فلعلها تبدى عذرا، أو تتوب عما جرى منها بغير عذر.
ويستحب أن يذكّر لها ما في الصحيحين من قوله صلى الله عليه وسلم: {إِذَا بَاتَتِْ الْمَرْأَةُ هَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا، لَعَنَتْهَا الْمَلاَئِكَةُ حَتّى تُصْبِحَ}، وما في الترمذي من قوله صلى الله عليه وسلم: {أَيّمَا امْرَأَةٍ بَاتَتِْ وَزَوْجُهَا رَاضٍ عَنْهَا، دَخَلَتِْ الْجَنّةَ}. كذا في شرح النهاية على الغاية (وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ) أي اعتزلوهن في الفراش دون الهجر في الكلام، ولا يضربها، لأن في الهجر أثرا ظاهرا في تأديب النساء (وَاضْرِبُوهُنَّ) ضربا غير مبرّح إن أفاد الضرب، وإلا فلا ضرب. ولا يجوز الضرب على الوجه والمهالك، بل يضرب ضرب التعزير. والأولى له العفو، بخلاف ولي الصبي، فالأولى له عدم العفو لأن ضربه للتأديب مصلحة له، وضرب الرجل زوجته مصلحة لنفسه. حمل الوعظ في هذه الآية على حالة عدم التحقق، والهجر على التحقق من غير تكرر، والضرب على ما إذا تكرر النشوز. هو ما صححه الرافعي، لكن صحح النووي جواز الضرب وإن لم يتكرر النشوز إن أفاد الضرب. وتقدير الآية عليه: واللاتي تخافون نشوزهن، فإن نشزن فاهجروهن في المضاجع، واضربوهن. فمعنى تخافون حينئذ تعلمون. وخرج بالعلم بالنشوز ما إذا ظهرت أماراته، إما بقول كأن صارت تجيبه بلام خشن بعد أن كان بليّنٍ، وإما بفعل كأن يجد منها إعراضا وعبوسا بعد تلطف وطلاقة وجه فإنه يعظها بلا هجر وبلا ضرب (فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ) أي فيما يراد منهن (فَلاَ تَبْغُواْ) أي تطلبوا (عَلَيْهِنَّ سَبِيْلاً} أي طريقا إلى ضربهن كأن توبخوهنّ على ما مضى، فينجر الأمر إلى الضرب ويعود الخصام، بل اجعلوا ما كان منهن كأن لم يكن، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {مَنْ صَبَرَ عَلىَ سُوْءِ خُلُقِ زَوْجَتِهِ أَعْطَاهُ اللهُ تَعَالَى مِثْلَ مَا أَعْطَى أَيُّوْبَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مِنَ الأَجْرِ وَالثَوَابِ. وَمَنْ صَبَرَتْ عَلَى خُلُقِ زَوْجِهَا أَعْطَاهَا اللهُ تَعَالَى أَجْرَ مَنْ قُتِلَ فِيْ سَبِيْلِ اللهِ تَعَالَى. وَمَنْ ظَلمَتْ زَوْجَهَا وَكَلَّفَتْهُ مَا لاَ يُطِيْقُ وَآذَتْهُ لَعَنَتْهَا مَلاَئِكَةُ الرَحْمَةِ وَمَلاَئِكَةُ الْعَذَابِ. وَمَنْ صَبَرَتْ عَلَى أَذِيَّةِ زَوْجِهَا أَعْطَاهَا اللهُ تَعَالَى ثَوَابَ آسِيَةَ وَمَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ}. كذا في الجواهر للسمرقندي
(وَقَالَ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيّمَا امْرَأَةٍ مَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَنْهَا رَاضٍ، دَخَلَتِْ الْجَنّةَ} أي مع السابقين أي مع إتيانها ببقية المأمورات وتجنب المنهيات.
رواه الترمذي وابن ماجه والحاكم عن أم سلمة.وَقَالَ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا صَلَّتْ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا) أي المكتوبات الخمس (وَصَامَتْ شَهْرَهَا) أي رمضان غير أيام الحيض والنفاس إن كان (وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا) أي من وطء غير حليلها (وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا) أي في غير معصية (قِيْلَ لَهَا: ادْخُلِيْ الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ) وذلك للإكرام لها.
رواه اإمام أحمد. (وَجَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، أَنَا وَافِدَةُ النِّسَاءِ) أي رسولهن (إِلَيْكَ) لأسألك عن نصيبهن من الجهاد (هَذَا الْجِهَادُ كَتَبَهُ اللهُ) أي أوجبه (عَلَى الرِّجَاِل، فَإِنْ يُصَيَّبُوْا) بتشديد الياء المفتوحة ميني للمجهول أي إن أصابهم الجرح (أُجِرُوْا) أي أثيبوا ثوابا عظيما (وَإِنْ قُتِلُوْا) في الجهاد (كَانُوْا أَحْيَاءً عِنْدَ رَبِّهِمْ) أي ذوى زلفى منه. وروي {أَنَّ اللهَ تَعَالى < ص 8 > يَطَّلِعُ عَلَيْهِْم، وَ يَقُولُ: سَلُوْنِي مَا شِئْتُمْ، فَيَقُوْلُوْنَ: يَا رَبَّنَا كَيْفَ نَسْأَلُكَ، وَنَحْنُ نَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ فِيْ أَيُّهَا شِئْنَا ؟ فَلَمَّا رَأوْا أَنْ لاَ يُتْرَكُوْا مِنْ أَنْ يُسْأَلُوْا شَيْئًا قَالُوْا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا إِلَى أَجْسَادِنَا فِيْ الدُّنْيَا نَقْتُلْ فِيْ سَبِيْلِكَ}.
وذلك لما رأوا من النعيم. (يُرْزَقُوْنَْ) أي من ثمار الجنة. روى ابن عباس أنه صلى الله عليه وسلم قال: {أَرْوَاحُ الشُّهَدَاءِ فِيْ أَجْوَافِ طُيُوْرٍ خُضْرٍ تَرِدُ أَنْهَارَ الجَنَّةِ، وَتَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا، وَتَأْوِيْ إِلىَ قَنَادِيْلَ مُعَلَّقَةٍ فِيْ ظِلِّ العَرْشِ} (وَنَحْنُ مَعَاشِرَ النِّسَاءِ نَقُوْمُ عَلَيْهِمْ) أي بالخدمة ونعينهم على ما هم عليه. فقوله: "نحن" مبتدأ، وجملة "نقوم" خبره. وقوله: "معاشر" منصوب على الإختصاص أي أخص معاشر النساء (فَمَا لَنَا مِنْ ذَلِكَ ؟) أي أجر الجهاد بالجرح والقتل (فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبْلِغِيْ مَنْ لَقِيْتِ مِنَ النِّسَاءِ، أَنَّ طَاعَةَ الزَّوْجِ وَاعْتِرَافاً بِحَقِّهِ) أي إقرارا به (يَعْدِلُ ذَلِكَ) أي يماثل الجهاد ويقوم مقامه (وَقَلِيْلٌ مِنْكُنَّ مَنْ يَفْعَلُهُ) أي طاعة الزوج والإعتراف بحقه. رواه البزار والطبراني. قال الله تعالى في سورة النساء: {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ} أي للرجال ثواب بسبب ما عملوا من الجهاد، وللنساء ثواب مما اكتسبن من حفظ فروجهن وطاعة الله وطاعة أزواجهن، فالرجال والنساء في الأجر في الآخرة سواء، وذلك أن الحسنة تكون بعشر أمثالها، يستوى في ذلك الرجال والنساء، وفضل الرجال على النساء إنما هو في الدنيا. كذا قاله الشربيني في تفسيره.
(وَكَانَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُوْلُ: شَرُّ خِصَالِ الرِّجَالِ) أي صفاتهم (خَيْرُ خِصَالِ النِّسَاءِ: الْبُخْلُ) بفتح الباء والخاء المعجمة، أو بضم وسكون، وهو منع السائل مما يفضل (وَالزَّهْوُ) أي الإعجاب بالنفس (وَالْجُبْنُ) أي ضعف القلب (فَإِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا كَانَتْ بَخِيْلَةً حَفِظَتْ مَالَهَا وَ مَالَ زَوْجِهَا، وَإِذَا كَانَتْ مَزْهُوَّةً) أي متكبرة (اسْتَنْكَفَتْ) أي امتنعت من (أَنْ تُكَلِّمَ) أي المرأة (كُلَّ أَحَدٍ بِكَلاَمٍ لَيِّنٍ مُرِيْبٍ) أي موقع في التهمة (وَإِذَا كَانَتْ جَبَّانَةً) أي ضعيفة القلب. والأفصح: "جَبّان" بدون التاء (فَرِقَتْ ) بكسر الراء أي خافت (مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، فَلَمْ تَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهَا) أي محل إقامتها (وَاتَّقَتْ) أي تجنبت (مَوَاضِعَ التُّهَمِ) أي الظنون (خيْفَةً مِنْ زَوْجِهَا). وقال داود عليه السلام: {المَرْأَةُ السُّوْءُ عَلَى بَعْلِهَا كَالحمل الثَّقِيْلِ عَلَى الشَيْخِ الْكَبِيْرِ. والمَرْأَةُ الصَالِحَةُ كَالتَّاجِ الْمُرَصَّعِ بِالذَهَبِ، كُلّمَا رَآهَا قَرَّتْ عَيْنُهُ بِرُؤْيَتها}.
(وَيَنْبَغِيْ) أي يطلب لها (أَنْ تَعْرِفَ أَنَّهَا كَالْمَمْلُوْكَةِ) أي الأمة (لِلزَّوْجِ) وكالأسير العاجز في يد الرجل (فَلاَ تَتَصَرَّفُ) أي تنفق (فِيْ شَيْءٍ مِنْ مَالِهِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ) أي الزوج (بَلْ قَالَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ: إِنَّهَا لاَ تَتَصَرَّفُ أَيْضًا فِيْ مَالِهَا إِلاَّ بِإِذْنِهِ، لأَنَّهَا كَالْمَحْجُوْرَةِ لَهُ) أي إن المرأة لزوجها كالممنوع من تصرف المال لأجل الغرماء.
(وَيَجِبُ عَلَى الْمَرْأَةِ دَوَامُ الْحَيَاءِ مِنْ زَوْجِهَا) وقلة المماراة له (وَغَضُّ طَرْفِهَا) بسكون الراء أي خفض عينها (قُدَّامَه، وَالطَّاعَةُ) أي لزوجها (لأَمْرِه، وَالسُّكُوْتُ عِنْدَ كَلاَمِه، وَالْقِيَامُ عِنْدَ قُدُوْمِهِ) أي مجيئه من السفر (وَخُرُوْجِه) أي من المنزل، وإظهار الحب له عند القرب، وإظهار السر عند الرؤية له (وَعَرْضُ نَفْسِهَا) أي إظهارها (لَهُ) أي الزوج (عِنْدَ) إرادة (النَّوْمِ، والتَعَطُّرُ) أي طيب الرائحة له (وَتَعَهُّدُهَا الْفَمَ) أي تجديد إصلاحه (بِالْمِسْكِ وَالطِّيْبِ) ونظافة الثوب (وَدَوَامُ الزِّيْنَةِ بِحَضْرَتِه، وَتَرْكُهَا) أي الزينة (عِنْدَ غَيْبَتِهِ) قال الأصمعي: رأيت في البادية إمرأةً عليها قميص أحمرُ، وهي مختضبة، وبيدها سبحة، فقلت: "ما أبعد هذا من هذا ؟"، فقالت من بحر الطويل:
ولله مني جانب لا أضيعه >< وللهو مني والبطالة جانب
فعلمت أنها امرأة صالحة لها زوج تتزين له (وَتَرْكُ الْخِيَانَةِ لَهُ عِنْدَ غَيْبَتِهِ فِيْ فِرَاشِهِ وَمَالِهِ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لاَ يَحِلُّ لَهَا أَنْ تُطْعِمَ مِنْ بَيْتِهِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ إِلاَّ الرَّطْبَ مِنَ الطَّعَامِ الَّذِيْ يُخَافُ فَسَادُهُ، فَإِنْ أَطْعَمَتْ عَنْ رِضَاهُ كاَنَ لَهَا مِثْلُ أَجْرِهِ، وَإِنْ أَطْعَمَتْ بِغَيْرِ إِذْنِهِ كَانَ لَهُ الأَجْرُ وَعَلَيْهَا الوِزْرُ}. (وَإِكْرَامُ أَهْلِهِ) أي الزوج (وَأَقَارِبِهِ) ولو بالكلام الجميل (وَرُؤْيَةُ الْقَلِيْلِ مِنْهُ) أي الزوج (كَثِيْرًا) وقبولُ فعله بالشكر، ورؤيةُ حاله بالفضل (وَأَنْ لاَ تَمْنَعَ نَفْسَهَا) منه (وَإِنْ كَانَتْ عَلَى ظَهْرِ قَتَبٍ) بفت القاف والتاء أي سرج البعير، وذلك إذا كان التمتع مباحا، بخلاف غير المباح كوطء حائض أو نفساء قبل لبغسل ولو بعد انقطاع الدم عند الشافعي رضي اللع عنه.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما، سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: {لَوْ أَنَّ امْرَأَةً جَعَلَتْ لَيْلَهَا قِيَامًا وَ نَهَارَهَا صِيَامًا وَ دَعَاهَا زَوْجُهَا إِلَى فِرَاشِهِ وَ تَأَخَّرَتْ عَنْهُ سَاعَةً وَاحِدَةً جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ < ص 9 > تُسْحَبُ بِالسَّلاَسِلِ وَ الأَغْلاَلِ مَعَ الشَّيَاطِيْنَ إِلَىْ أَسْفَلِ السَّافِلِيْنَ}.
ويحرم وطء زوجته بحضرة أجنبي أو أجنبية. ويستحب للمجامع أن يبدأ باسم الله تعالى، ويقرأ: "قُلْ هُوَ اللهُ أَحَد" أولا، ويكبر ولا يهلل، ويقول: باسم الله العلي العظيم، اللهم اجعل النطفة ذرية طيبة، إن كنت قدرت أن تخرج ذلك من صلبي. وقال عليه السلام: {لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَتَىْ أَهْلَهُ قَالَ: اللّهُمَّ جَنِّبْنِيْ الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِْ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا. فَإِنْ كَانَ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ، لَمْ يَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ}. وإذا قربت من الإنزال فقل في نفسك، وتحرّك شفتيك: {الحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً}، وينحرف عن القبلة، ولا يستقبلها بالوقاع إكراما للقبلة، وليغط نفسه وأهله بثوب.
(وَأَنْ لاَ تَصُوْمَ) أي تطوعا غير عرفة وعاشوراء (إِلاَّ بِإِذْنِهِ) فإن فعلت جاعت وعطشت، ولا يقبل الصوم منها (وَأَنْ لاَ تَخْرُجَ مِنْ بَيْتِهَا إِلاَّ بِإِذْنِهِ، فَإِنْ فَعَلَتْ) بأن خرجت بغير إذنه (لَعَنَتْهَا الْمَلاَئِكَة) أي ملائكة السماء والأرض، وملائكة الرحمة، وملائكة العذاب (حَتَّى تَتُوْبَ) أي المرأة (أَوْ تَرْجِعَ) أي إلى بيته (وَإِنْ كَانَ) أي الزوج (ظَالِمًا) بمنع خروجها، فإن خرجت بإذنه فمختفية في هيئة رثة تطلب المواضع الخالية دون الشوارع والأسواق محترزة من أن يسمع غريب صوتها أو يعرفها بشخصها ولا تتعرف إلى صديق بعلها. وعلم من ذلك المذكور أنه يجب وجوبا متأكدا على المرأة أن تتحرى رضا زوجها وتجتنب سخطه ما أمكن.
قال عبد الله الواسطي: رأيتُ امرأةً على عرفات، وهي تقول: "مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ"، فعلمتُ أنها ضالة. فقلتُ: أيتها المرأة، من أين أقبلتِ ؟، قالتْ: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى"، فعلمتُ أنها من بيت المقدس. فقلتُ: ماالذي جاء بكِ ؟، قالتْ: "وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً". فقلتُ: ألكِ زوج ؟، قالتْ: "وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ". فقلتُ: أتركبين بعيري ؟، قالت: "وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ "، فلما أرادت الركوب قالت: "قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ"، فأعرضتُ عنها. فلما ركبتْ قلتُ: من اسمكِ ؟، قالت: "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ"، فقلتُ لها: ألكِ أولاد ؟، قالت: "وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ"، فعلمتُ أن لها أولادا. فقلتُ:ما أسمائهم ؟، قالتْ: "وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً، وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً، يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ". فقلتُ: في أيّ موضع أطلبهم ؟، قالتْ: "وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ"، فعلمتُ أنهم أدلة الركب. فقلت: يا مريمُ، ألا تأكلين شيئا ؟، قالتْ: "إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً". فلما وصلنا إليهم، ورأوها بكوا. قالتْ: "فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَة" الآية، فسألتهم عنها، فقالوا: إنها ضلت منذ ثلاثة أيام، وقد نذرت أن لا تتكلم إلا بالقرآن. ثم بعد ذلك رأيتُهم يبكون، فسألتهم، فقالوا: إنها في النزع. فدخلتُ وسألتها عن حالها، فقالت: "وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقّ". فلما ماتت رأيتها تلك الليلة في المنام، فقلتُ أين أنتِ ؟، قالت: "إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ. فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ".
(وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: لَيَسْتَغْفِرُ لِلْمَرْأَةِ الْمُطِيْعَةِ لِزَوْجِهَا الطَّيْرُ) جمع طائر مثل صاحب وصحب، وراكب وركب (فِيْ الْهَوَاءِ، وَالْحِيْتَانُ) جمع حوت، وهو العظيم من السمك، ولعل المراد أعم (فِيْ الْمَاءِ، وَالْمَلاَئِكَةُ فِيْ السَّمَاءِ) والشمس والقمر (مَا دَامَتْ) أي مدة دوامها (فِيْ رِضَا زَوْجِهَا).
كان ببغداد رجل متزوج بابنة عمه، وكان قد عاهدها أن لايتزوج عليها، فجاءته في بعض الأيام إلى دكانه، وسألته أن يتزوج بها، فأخبرها بعهده مع ابنة عمه، فرضيت منه في كل جمعة يوما، فتزوجها واستمر على ذلك ثمانية أشهر، فأنكرت عليه بنت عمه، وأرسلت جاريتها لتنظر إلى أين يذهب، فدخل بيتا، فسألت عنه الجيران، فقالوا: قد تزوج. فأخبرت الجارية سيدتها بذلك، فقالت: لاتخبري أحدا. فلما مات الرجل أرسلت بنت عمه جاريتها بخمسمائة دينار، وقالت: اذهبي إلى زوجته، وقوليعظم الله أجرك في فلان، فإنه مات وترك ثمانية آلاف دينار، سبعة لابنه، وألف بيني وبينك. فلما أخبرتها بذلك دفعت لها ورقة، وقالت: ادفعيها إلى بنت عمه، فإذا فيها براءة له من الصداق، ول منها شئا.
(وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ عَصَتْ زَوْجَهَا فَعَلَيْهَا لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِيْنَ) وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لَوْ أَنَّ امْرَأَةً جَعَلَتْ إِحْدَىْ يَدَيْهَا شواء وَ الأُخْرَى طَبيْخًا وَوَضَعَهَا لِزَوْجِهَا وَلَمْ يَرْضَ عَنْهَا كَانَتْ < ص 10 > يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ الْيَهُوْد وَ النَّصَارَى} وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: {أَيُّمَا امْرَأَةٍ دَعَاهَا زَوْجُهَا إِلَى فِرَاشِهِ فسوفت بِهِ حَتَّى يَنَامَ فَهِيَ مَلْعُوْنَةٌ}.
(وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ كَلَحَتْ) أي عبست (فِيْ وَجْهِ زَوْجِهَا فَهِيَ فِيْ سَخَطِ اللهِ إلَى أَنْ تُضَاحِكَهُ وَتَسْتَرْضِيْهِ) أي تطلب رضاه. وقال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: {أَيُّمَا امْرَأَةٍ عَبَسَتْ فِيْ وَجْهِ زَوْجِهَا إِلاَّ قَامَتْ مِنْ قَبْرِهَا مُسْوَدَّةَ الْوَجْهِ}.
(وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ خَرَجَتْ مِنْ دَارِهَا بِغَيْرِ إِذْنِ زَوْجِهَا لَعَنَتْهَا الْمَلاَئِكَةُ حَتَّى تَرْجِعَ} أي إلى بيته. وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {مَا خَرَجَتْ امْرَأَةٌ مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا بِغَيْرِ إِذْنِهِ إِلاَّ لَعَنَهَا كُلُّ شَيْئٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَمْسُ حَتَّى الْحِيْتَانُ فِيْ الْبَحْرِ}.
(قَالَتْ) أم المؤمنين (عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ لَوْ تَعْلَمنَّ بِحَقِّ أَزْوَاجِكُنَّ لَجُعِلَتْ الْمَرْأَةُ مِنْكُنَّ تَمْسَحُ الْغُبَارَ عَنْ قَدَمَي زَوْجِهَا بِحُرِّ وَجْهِهَا} أي بعض وجهها. وفي الصحاح: وحر الوجه بضم الحاء: ما بدا من الوجنة. وروى البزار عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: {سَأَلْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النَّاسِ أَعْظَمُ حَقًّا عَلَى الْمَرْأَةِ ؟، قَالَ: زَوْجُهَا. قُلْتُ: فَأَيُّ النَّاسِ أَعْظَمُ حَقًّا عَلىَ الرَّجُلِ ؟، قَالَ: أُمُّهُ}.
(وَقَالَ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ثَلاَثَةٌ لاَ يَقْبَلُ اللهُ لَهُمْ صَلاَةً) أي لا يثيبهم عليها (وَلاَ تُرْفَعُ لَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ حَسَنَةٌ: الْعَبْدُ) وكذا الأمة (الآبِقُ) أي الهارب بلا عذر (مِنْ سَيِّدِهِ حَتَّى يَرْجِعَ) وفي رواية: {حَتَّىْ يَرْجِعَ إِلَى مَوَالِيْهِ} (وَالْمَرْأَةُ السَّاخِطُ عَلَيْهَا زَوْجُهَا) لنحو نشوز (حَتَّى يَرْضَىْ) عنها زوجها (وَالسَكْرَانُ) أي المتعدى بسكره (حَتَّى يَصْحُوَ) من سكره رواه ابن ماجه وابن حبان والبيهقي عن جابر.
(وَقَالَ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا قَالَتْ المَرْأَةُ لِزَوْجِهَا: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ، فَقَدْ حُبِطَ عَمَلُهَا) أي إذا أنكرت ما تقدم لهمن الإحسان، فتجازى بإبطال عملها أي بحرمانها الثواب، إلا أن تعود وتعترف بإحسانه. نعم إن كانت على حقيقتها فلا لوم عليها. ومثل المرأة الأمة القائلة لسيدها ذلك. كذا قاله العزيزي. رواه ابن عدي وابن عساكر عن عائشة. وقال طلحة بن عبيد الله رضي الله عنهما، سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {أَيُّمَا امْرَأَةٍ قَالَتْ لِزَوْجِهَا: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ، إِلاَّ آيَسَهَا اللهُ تَعَالى مِنْ رَحْمَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}.
(وَقَالَ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلَاقَ مِنْ غَيْرِ مَا بَأْسٍ) بزيادة ما للتأكيد أي من غبر شدة حاجة إلى ذلك. وقال ابن رسلان: بأن تخاف أن لا تقيم حدود الله فيما يجب عليها من حسن الصحبة، وجميل العِشْرَةِ، لكراهتها له، بأن يضارها (فَحَرَامٌ) أي ممنوع (عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ) رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان والحاكم عن ثوبان، عتيق رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه، سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: {إِذَا قَالَتْ الْمَرْأَةُ لِزَوْجِهَا طَلِّقْنِيْ جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَوَجْهُهَا لاَ لَحْمَ فِيْهِ وَلِسَانُهَا خَارِجٌ مِنْ قَفَاهَا وَتُهْوَى إِلَى قَعْرِ جَهَنَّمَ وَ إِنْ كَانَتْ تَصُوْمُ النَّهَارَ وَتَقُوْمُ اللَّيْلَ دَائِمًا}.
(وَقَالَ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لاَ تَشْكُرُ زَوْجَهَا}. وقال صلى الله عليه وسلم: {لاَ يَنْظُرُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى امْرَأَةٍ لاَ تَشْكُرُ زَوْجَهَا وَهِيَ لاَ تَسْتَغْنِيْ عَنْهُ}. و قال أبو هريرة رضي الله عنه: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول:{لَوْ أَنَّ لِلْمَرْأَةِ مِنَ الْمَالِ مِثْلَ مُلْكِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ، وَأَكَلَهُ زَوْجُهَا، ثُمَّ قَالَتْ: لَهُ أَيْنَ مَالِيْ ؟ إِلاَّ أَحْبَطَ اللهُ عَمَلَهَا أَرْبَعِيْنَ سَنَةً}. وقال عثمان ابن عفان رضي الله عنه: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: {لَوْ أَنَّ الْمَرْأَةَ مَلَكَتْ الدُنْيَا بِحَذَافِيْرِهَا، وَأَنْفَقَتْ الْجَمِيْعَ عَلَىْ زَوْجِهَا، ثُمَّ مَنَّتْ عَلَيْهِ بَعْدَ حِيْنٍ إِلاَّ أَحْبَطَ اللهُ عَمَلَهَا وَحَشَرَهَا مَعَ قَارُوْنَ}.
(وَقَالَ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوَّلُ مَا تُسْأَلُ الْمَرْأَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْ صَلاَتِهَا، وَعَنْ بَعْلِهَا}. وقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: {أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ الرَّجُلُ عَلَى صَلاَتَهِ ثُمَّ عَنْ نِسَائِهِ وَمَا مَلَكَتْ يَمِيْنُهُ إِنْ أَحْسَنَ عشْرَتَهُ مَعَهُمْ وَأَحْسَنَ إِلَيْهِمْ أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْهِ. وَأَوَّلُ مَا تُحَاسَبُ الْمَرْأَةُ عَلَى صَلاَتِهَا ثُمَّ عَنْ حَقِّ زَوْجِهَا}. وقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِمُزوِّجةٍ: {فَأَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ، قَالَتْ: مَا آلُوْهُ فِيْ خِدْمَتِهِ إِلاَّ مَا عَجَزْتُ عَنْهُ، قَالَ فَكَيْفَ أَنْتِ لَهُ، فَإِنَّهُ جَنَّتُكِ وَنَارُكِ}.
(وَجَاءَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: أَرْبَعَةٌ مِنَ النِّسَاءِ فِيْ الجَنَّةِ، وَأَرْبَعَةٌ فِيْ النَارِ، وَذَكَرَ) صلى الله عليه وسلم (مِنَ الأَرْبَعَةِ اللَّوَاتِيْ فِيْ الْجَنَّةِ: امْرَأَةً عَفِيْفَةً) أي كافة عن الحرام (طَائِعَةً للهِ وَلِزَوْجِهَا، وَلُوْدًا) أي كثير الولد (صَابِرَةً، قَانِعَةً) أي راضية (بِالْيَسِيْرِ مَعَ زَوْجِهَا) قال سعد اين أبي وقاص رضي الله عنه: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: {إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا لَمْ تَفْرِجْ عَنْ زَوْجِهَا فِيْ ضِيْقِهِ لَعَنَهَا اللهُ تَعَالَى وَغَضِبَ عَلَيْهَا وَلَعَنَتْهَا الْمَلاَئِكَةُ أَجْمَعُوْنَ} (ذَات حَيَاءٍ، وَإِنْ غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا حَفِظَتْ نَفْسَهَا وَمَالَهُ) أي الزوج. قال سلمان الفارسي رضي الله عنه: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: {مَا نَظَرَتْ امْرَأَةٌ إِلَى غَيْرِ زَوْجِهَا بِشَهْوَةٍ إِلاَّ سمرت عَيْنَاهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ}. وقال أيوب الأنصاري رضيالله عنه : سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: {خَلَقَ اللهُ تَعَالَى فِيْ سَمَاءِ الدُنْيَا سَبْعِيْنَ أَلْفَ مَلَكٍ يَلْعَنُوْنَ كُلَّ امْرَأَةٍ تخون زّوْجَهَا فِيْ مَالِهِ، وَكَانَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ السَّحَرَةِ وَالْكَهَنَةِ وَإِنْ أَفْنَتْ عُمْرَهَا فِيْ خِدْمَةِ زَوْجِهَا}. وقال معاوية: إني سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: {أَيُّمَا امْرَأَةٍ أَخَذَتْ مِنْ مَالِ زَوْجِهَا بِغَيْرِ إِذْنِهِ إِلاَّ كَانَ عَلَيْهَا وِزْرُ سَبْعِيْنَ أَلْفَ سَارِقٍ}. (وَإِنْ حَضَرَ) أي الزوج (أَمْسَكَتْ لِسَانَهَا عَنْهُ) وذكر صلى الله عليه وسلم من الأربعة: (امْرَأَةً مَاتَ زَوْجُهَا وَلَهَا أَوْلاَدٌ صِغَار، فَحَبَسَتْ نَفْسَهَا عَلَى أَوْلاَدِهَا وَرَبَتْهُمْ وَأَحْسَنَتْ إِلَيْهِمْ وَلَمْ تَتَزَوَّجْ خَشْيَةَ أَنْ يُضَيِّعُوْا) قال صلى الله عليه وسلم: {حَرَّمَ اللهُ عَلَى كُلِّ آدَمِيٍّ الْجَنَّةَ يَدْخُلُهَا قَبْلِي غَيْرَ أَنِّي أَنْظُرُ عَنْ يَمِيْنِيْ فَإذًا امْرَأَةٌ تُبَادِرُنِي إِلَى بَابِ الجَنَّةِ فَأَقُوْلُ: مَا لهَذِهِ تُبَادِرُنِيْ ؟ فَيُقَالُ لِيْ: يَا مُحَمَّد، هَذِهِ امْرَأَةٌ كَانَتْ حَسْنَاءَ جَمِيْلَةً، وَكَانَ عِنْدَهَا يَتَامَى لَهَا، فَصَبَرَتْ عَلَيْهِنَّ حَتَّى بَلَغَ أَمْرُهُنَّ الَّذِي بَلَغَ، فَشَكَرَ اللهُ لَهَا ذَلِكَ}
(ثُمَّ قَالَ) صلى الله عليه وسلم: وَأَمَّا الأَرْبَعَةُ اللَّوَاتِيْ فِيْ النَّارِ فَامْرَأَةٌ بَذِيَّةُ اللِّسَانِ) أي فاحشته (عَلَى زَوْجِهَا، إِنْ غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا لَمْ تَصُنْ نَفْسَهَا، وَإِنْ حَضَرَ آذَتْهُ) بمد الهمزة أي أغضبته من غير ذنب (بِلِسَانِهَا) قال عمر بن الخطاب: إن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: {أَيُّمَا امْرَأَةٍ رَفَعَتْ صَوْتَهَا عَلَى زَوْجِهَا إِلاّ لَعَنَهَا كُلُّ شَيْئٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَمْسُ} (وَامْرَأَةٌ تُكَلِّفُ زَوْجَهَا مَا لاَ يُطِيْقُ) قال أبو ذر: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: {إِنَّ امْرَأَةً عبدت عِبَادَةَ أَهْلِ السَمَاوَاتِ وَ أَهْلِ الأَرْضِ، ثُمَّ أُدْخِلَتْ عَلَى زَوْجِهَا الغم مِنْ جِهَةِ النَفَقَةِ إِلاّ جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَدُهَا مَغْلُوْلَةٌ إِلَى عُنُقِهَا وَرُجْلُهَا مُقَيَّدَةٌ وَ سترُهَا مَهْتُوْكٌ وَوَجْهُهَا كَالِحٌ وَتعلق بِهَا مَلاَئِكَة غِلاَظٌ شداد يهوون بها فِيْ النَارِ} (وَامْرَأَةٌ لاَ تَسْتُرُ نَفْسَهَا مِنَ الرِّجَالِ وَتَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهَا مُتَبَرِّجَةً) أي مظهرة لزينتها ومحاسنها للرجال.
قال سلمان الفارسي رضي الله عنه: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: {أَيُّمَا امْرَأَةٍ تَزَيَّنَتْ وَتَطَيَّبَتْ وَخَرَجَتْ مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا بِغَيْرِ إِذْنِهِ فَإِنَّهَا تَمْشِيْ فِيْ سُخْطِ اللهِ وَغَضَبِهِ حَتَّى تَرْجِعَ}. وقال صلى الله عليه وسلم: {أيُّمَا امْرَأَةٍ نَزَعَتْ ثِيَابَهَا فِيْ غَيْرِ بَيْتِهَا خَرقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهَا سِتْرَهُ}.
رواه الإمام أحمد والطبراني والحاكم والبيهقي. (وَامْرَأَةٌ لَيْسَ لَهَا هَمٌّ إِلاَّ الأَكْلُ وَالشُرْبُ وَالنَّوْمُ، وَلَيْسَ لَهَا رُغْبَةٌ) أي إرادة (فِيْ صَلاَةٍ، وَلاَ فِيْ طَاعَةِ اللهِ، وَلاَ فِيْ طَاعَةِ رَسُوْلِهِ) صلى الله عليه وسلم (وَلاَ فِيْ طَاعَةِ زَوْجِهَا. فَالمَرْأَةُ إِذَاكَانَتْ بِهَذِهِ الصِّفَاتِ) أي الأربعة المذمومة (كَانَتْ مَلْعُوْنَةً) أي مبعدة عن الخير (مِنْ أَهْلِ النَّارِ إِلاَّ أَنْ تَتُوْبَ) أي من ذلك كله.
(ثُمَّ قَالَ) صلى الله عليه وسلم: وَأَمَّا الأَرْبَعَةُ اللَّوَاتِيْ فِيْ النَّارِ فَامْرَأَةٌ بَذِيَّةُ اللِّسَانِ) أي فاحشته (عَلَى زَوْجِهَا، إِنْ غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا لَمْ تَصُنْ نَفْسَهَا، وَإِنْ حَضَرَ آذَتْهُ) بمد الهمزة أي أغضبته من غير ذنب (بِلِسَانِهَا) قال عمر بن الخطاب: إن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: {أَيُّمَا امْرَأَةٍ رَفَعَتْ صَوْتَهَا عَلَى زَوْجِهَا إِلاّ لَعَنَهَا كُلُّ شَيْئٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَمْسُ} (وَامْرَأَةٌ تُكَلِّفُ زَوْجَهَا مَا لاَ يُطِيْقُ) قال أبو ذر: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: {إِنَّ امْرَأَةً عبدت عِبَادَةَ أَهْلِ السَمَاوَاتِ وَ أَهْلِ الأَرْضِ، ثُمَّ أُدْخِلَتْ عَلَى زَوْجِهَا الغم مِنْ جِهَةِ النَفَقَةِ إِلاّ جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَدُهَا مَغْلُوْلَةٌ إِلَى عُنُقِهَا وَرُجْلُهَا مُقَيَّدَةٌ وَ سترُهَا مَهْتُوْكٌ وَوَجْهُهَا كَالِحٌ وَتعلق بِهَا مَلاَئِكَة غِلاَظٌ شداد يهوون بها فِيْ النَارِ} (وَامْرَأَةٌ لاَ تَسْتُرُ نَفْسَهَا مِنَ الرِّجَالِ وَتَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهَا مُتَبَرِّجَةً) أي مظهرة لزينتها ومحاسنها للرجال.
قال سلمان الفارسي رضي الله عنه: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: {أَيُّمَا امْرَأَةٍ تَزَيَّنَتْ وَتَطَيَّبَتْ وَخَرَجَتْ مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا بِغَيْرِ إِذْنِهِ فَإِنَّهَا تَمْشِيْ فِيْ سُخْطِ اللهِ وَغَضَبِهِ حَتَّى تَرْجِعَ}. وقال صلى الله عليه وسلم: {أيُّمَا امْرَأَةٍ نَزَعَتْ ثِيَابَهَا فِيْ غَيْرِ بَيْتِهَا خَرقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهَا سِتْرَهُ}.
رواه الإمام أحمد والطبراني والحاكم والبيهقي. (وَامْرَأَةٌ لَيْسَ لَهَا هَمٌّ إِلاَّ الأَكْلُ وَالشُرْبُ وَالنَّوْمُ، وَلَيْسَ لَهَا رُغْبَةٌ) أي إرادة (فِيْ صَلاَةٍ، وَلاَ فِيْ طَاعَةِ اللهِ، وَلاَ فِيْ طَاعَةِ رَسُوْلِهِ) صلى الله عليه وسلم (وَلاَ فِيْ طَاعَةِ زَوْجِهَا. فَالمَرْأَةُ إِذَاكَانَتْ بِهَذِهِ الصِّفَاتِ) أي الأربعة المذمومة (كَانَتْ مَلْعُوْنَةً) أي مبعدة عن الخير (مِنْ أَهْلِ النَّارِ إِلاَّ أَنْ تَتُوْبَ) أي من ذلك كله.
(وَروى الحاكم (أَنَّهُ قَالَتْ امْرَأَةٌ لِلنّبِيِّ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ ابْنَ عَمِّيْ يَخْطُبُنِيْ) أي يدعونى إلى النكاح (فَأَخْبِرْنِيْ) يا رسول الله (مَا حَقُّ الزَّوْجِ عَلىَ الزَّوْجَةِ ؟، فَإِنْ كَانَ) أي ذلك الحق (شَيْئًا) أي أمرا (أُطِيْقُهُ) أي أقدر عليه (تَزَوَّجْتُهُ. قَالَ) صلى الله عليه وسلم (مِنْ حَقّهِ أَنْ) أي أنه أي الشأن (لَوْ سَالَ مِنْخَرَاهُ دَمًا، وَقَيْحًا، فَلَحِسَتْهُ) بكسر الحاء (بِلِسَانِهَا مَا أَدَّتْ حَقَّهُ) والمنخر بكسر الخاء المعجمة خرق الأنف (لَوْ كَانَ) أي الشأن (يَنْبَغِيْ) أي يجوز (لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ) أي آخر (لأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا) إذا دخل عليها لما فضله الله عليها، قالت: والذي بعثك بالحق لا أتزوج ما بقيت الدنيا. وقالت عائشة رضي الله عنها: {أَتَتْ فَتَاةٌ إِلىَ النَّبِيِّ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، إِنِّي فَتَاةٌ أُخْطَبُ فَأَكْرَهُ التَزْوِيْجَ، فَمَا حَقُّ الزَوْجِ عَلىَ الْمَرْأَةِ ؟ قَالَ: لَوْ كَانَ مِنْ فرقِهِ إِلىَ قَدَمِهِ صَدِيْدٌ فَلَحِسَتْهُ مَا أَدَّتْ شُكْرَهُ، قَالَتْ: أَفَلاَ أَتَزَوَّجُ ؟ قَال َ: بَلىَ تَزَوَّجِيْ فَإِنَّهُ خَيْرٌ}.
(وَرَوَى) بسند جيد سليمان (الطَبْرَانِيُّ) نسبة إلى طبرية على غير قياس، وهي مدينة بالشام (أَنَّ المرأةَ لاَ تُؤَدِّيْ حَقَّ اللهِ تَعَالى حَتَّى تُؤَدِّيَ حَقَّ زَوْجِهَا كُلَّهُ، لَوْ سَأَلَهَا وَهِيَ عَلىَ ظَهْرِ قَتَبٍ لَمْ تَمْنَعْهُ نَفْسَهَا)
قال ابن عباس: {أَتَتْ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمَ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِنِّيْ امْرَأَةٌ أَيِّمٌ وَأُرِيْدُ أَنْ أَتَزَوَّجَ، فَمَا حَقُّ الزَّوْجِ ؟ قَاَل: "إِنَّ مِنْ حَقِّ الزَّوْجِ عَلَى الزَّوْجَةِ إِذَا أَرَادَهَا فَرَاوَدَهَا عَنْ نَفْسِهَا وَهِيَ عَلَى ظَهْرِ بَعِيْرٍ لاَ تَمْنَعْهُ، وَمِنْ حَقِّهِ أَنْ لاَّ تُعْطِيَ شَيْئًا مِنْ بَيْتِهِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ، فَإِنْ فَعَلَتْ ذَلِكَ كَانَ الْوِزْرُ عَلَيْهَا وَالأَجْرُ لَهُ، وَمِنْ حَقِّهِ أَنْ لاَّ تَصُوْمَ تَطَوُّعًا إِلاَّ بِإِذْنِهِ، فَإِنْ فَعَلَتْ جَاعَتْ وَعَطَشَتْ وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْهَا، وَإِنْ خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهَا بِغَيْرِ إِذْنِهِ لَعَنَتْهَا الْمَلاَئِكَةُ حَتَّى تَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ أَوْ تَتُوْبَ".}
قال ابن عباس: {أَتَتْ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمَ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِنِّيْ امْرَأَةٌ أَيِّمٌ وَأُرِيْدُ أَنْ أَتَزَوَّجَ، فَمَا حَقُّ الزَّوْجِ ؟ قَاَل: "إِنَّ مِنْ حَقِّ الزَّوْجِ عَلَى الزَّوْجَةِ إِذَا أَرَادَهَا فَرَاوَدَهَا عَنْ نَفْسِهَا وَهِيَ عَلَى ظَهْرِ بَعِيْرٍ لاَ تَمْنَعْهُ، وَمِنْ حَقِّهِ أَنْ لاَّ تُعْطِيَ شَيْئًا مِنْ بَيْتِهِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ، فَإِنْ فَعَلَتْ ذَلِكَ كَانَ الْوِزْرُ عَلَيْهَا وَالأَجْرُ لَهُ، وَمِنْ حَقِّهِ أَنْ لاَّ تَصُوْمَ تَطَوُّعًا إِلاَّ بِإِذْنِهِ، فَإِنْ فَعَلَتْ جَاعَتْ وَعَطَشَتْ وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْهَا، وَإِنْ خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهَا بِغَيْرِ إِذْنِهِ لَعَنَتْهَا الْمَلاَئِكَةُ حَتَّى تَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ أَوْ تَتُوْبَ".}
(وَقَالَ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَ فَاطِمَةُ، فَوَجَدْنَاهُ يَبْكِى بُكَاءً شَدِيْدًا، فَقُلْتُ) له صلى الله عليه وسلم (فِدَاكَ أَبِيْ وَأُمِّيْ يَا رَسُوْلَ اللهِ) ففداك مبتدأ، وما بعده خبره أي أنا أفدى لك من حزنك وبكائك بأبي وأمي لشدة محبتى إياك (مَا الذِيْ أَبْكَاكَ ؟، قَالَ) صلى الله عليه وسلم (يَا عَلِيُّ، لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِيْ إِلَى السّمَاءِ رَأَيْتُ نِسَاءً مِنْ أُمَّتِيْ يُعَذَّبْنَ فِيْ النَارِ، فَبَكَيْتُ لَمَّا رَأَيْتُ مِنْ شِدَّةِ عَذَابِهِنَّ) ثم فصل صلى الله عليه وسلم هذا الإجمال بقوله: (رَأَيْتُ امْرَأَةً مُعَلَّقَةً بِشَعْرِهَا يغْلِي) بكسر اللام (دِمَاغهَا، وَ) ثانيا (رَأَيْتُ امْرَأَةً مُعَلَّقَةً بِلِسَانِهَا وَالْحَمِيْمُ) أي الماء الحار (يُصَبُّ فِيْ حَلقِهَا، وَ) ثالثا (رَأَيْتُ امْرَأَةً قَدْ شُدَّ رِجْلاَهَا إِلَى ثَدْيَيْهَا وَ) شد أيضا (يَدَاهَا إِلَى نَاصِيَتِهَا، وَقَدْ سَلَّطَ اللهُ عَلَيْهَا الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبِ، وَ) رابعا (رَأَيْتُ امْرَأَةً مُعَلَّقَةً بِثَدْيَيْهَا، وَ) خامسا (رَأَيْتُ امْرَأَةً رأْسُهَا رَأْسُ خِنْزِيْرٍ وَبَدَنُهَا بَدَنُ حِمَارٍ وَعَلَيْهَا أَلْفُ أَلْفٍ مِنَ الْعَذَابِ، وَ) سادسا (رَأَيْتُ امْرَأَةً عَلَى صُوْرَةِ الْكَلْبِ، وَالنَّارُ تَدْخُلُ مِنْ فِيْهَا وَتَخْرُجُ مِنْ دُبُرِهَا، وَالْمَلاَئِكَةُ يَضْرِبُوْنَ رَأْسَهَا بِمَقَامِعَ مِنْ نَارٍ، فَقَامَتْ فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءُ) أي البيضاء مشرقة الوجه (رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، وَقَالَتْ: يَا حَبِيْبِيْ وَقُرَّةَ عَيْنِيْ) أي سرور عيني وبردها (مَا كَانَ أَعْمَالُ هَؤُلاَء) أي المذكورات (حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهِنَّ هَذَا الْعَذَابُ) أي المذكور (فَقَالَ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا بُنَيَّة، أَمَّا الْمُعَلّقَةُ بِشَعْرِهَا فَإٍنَّهَا كَانَتْ لاَ تُغَطِّى شَعْرَهَا مِنَ الرِّجَالِ) أي الأجانب (وَأَمَّا الْمُعَلّقَةُ بِلِسَانِهَا فَإِنَّهَا كَانَتْ تُؤْذِى زَوْجَهَا) أي بلسانها، فإن الجزاء من جنس العمل (وَأَمَّا الْمُعَلّقَةُ بِثَدْيَيْهَا فَإِنَّهَا كَانَتْ تُوْطِئُ فِرَاشَ زَوْجِهَا. وأََمَّا الَتِيْ شُدَّ رِجْلاَهَا إِلَى ثَدْيَيْهَا وَيَدَاهَا إِلَى نَاصِيَتِهَا وَقَدْ سَلَّطَ اللهُ عَلَيْهَا الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبِ فَإِنَّهَا كَانَتْ لاَ تَغْتَسِلُ مِنَ الْجَنَابَةِ وَالْحَيْضِ، وَتَسْتَهْزِئُ بِالصَلاَةِ. وأََمَّا الَتِيْ رأْسُهَا رَأْسُ خِنْزِيْرٍ وَبَدَنُهَا بَدَنُ حِمَارٍ فَإِنَّهَا كَانَتْ نَمَّامَةً كَذَّابَةً. وأََمَّا الَتِيْ عَلَى صُوْرَةِ الْكَلْب،ِ وَالنَّارُ تَخُلُ مِنْ فِيْهَا وَتَخْرُجُ مِنْ دُبُرِهَا، فَإِنَّهَا كَانَتْ مَنّانةً حَسادَة ً. وَ يَا بُنَيَّة، الْوَيْلُ) أي الهلاك (لاِمْرَأَةٍ تَعْصِى زَوْجَهَا. وَالْحَاصِلُ) أي المحصل من الكلام (أَنَّ الزَوْجَ لِلزَوْجَةِ كَالوَالِدِ لِلْوَلَدِ، لأَنَّ طَاعَةَ الْوَلَدِ لِوَالِدِهِ وَطَلَبَ رِضَاهُ وَاجِبٌ، وَلاَ يَجِبُ ذَلِكَ عَلَى الزَوْجِ).
روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: {دَخَلَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَات يَوْمٍ عَلَى ابْنَتِهِ فَطِمَةَ الزَّهْرَاء رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا، فَوَجَدَهَا تَطْحَنُ شَعِيْرًا عَلَى الرَّحَا وَهِيَ تَبْكِىْ، فَقَالَ لَهَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا يُبْكِيْكِ يَا فَاطِمَةُ ؟، لاَ أَبْكَى اللهُ لَكِ عَيْناً". فَقَالَتْ: "يَا أَبَتِ، أَبْكَانِيْ حَجَرُ الرَّحَا وَشُغْلُ البَيْتِ"، فَجَلَسَ النَّبِيُّ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَهَا، فَقَالَتْ: "يَا أَبَتِ، مِنْ فَضْلِكَ، تَسْأَلُ عَلِيًّا أَنْ يَشْتَرِيَ لِيْ جَارِيَةً لِتُعِيْنَنِيْ عَلَي الطحِيْنِ وَعَلَى شُغْلِ البَيْتِ". فَلَمَّا سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلاَمَهَا قَامَ وَجَاءَ إِلَى الرَّحَا وَ أَخَذَ الشَّعِيْرَ بِيَدِهِ الْمُبَارَكَةِ الشَّرِيْفَةِ وَوَضَعَهُ فِيْ الرَّحَا، وَقَالَ: "بسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْم"، فَدَارَتْ وَحْدَهَا بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى، فَصَارَ يحبط لها الشَعِيْرَ بِيَدِهِ المُبَارَكَةِ، وَهِيَ تَدُوْرُ وَحْدَهَا، وتُسَبِّحُ اللهَ تَعَالَىْ بِلُغَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ حَتَّى فَرَغَ الشَعِيْرُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلرَّحَا: "اسْكُنِيْ بإذْنِ اللهِ تَعَالَى"، فَسَكَنَتْ وَنَطَقَتْ بإذْنِ اللهِ الَّذِيْ أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ، فَقَالَتْ بِلِسَانٍ فَصِيْحٍ عَرَبِيٍّ: "يَا رَسُوْلَ اللهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ نَبِيًّا وَسُوْلاً، لَوْ أَمَرْتَنِي أَنْ أَطْحَنَ شَعِيْرَ الْمَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ لَطَحَنَتْهُ كُلَّهُ، وَإِنِّيْ سَمِعْتُ فِيْ كِتَابِ اللهِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}، فَخِفْتُ يَا رَسُوْلَ اللهِ أَنْ أَكُوْنَ مِنَ الحِجَارَةِ اللاَّتِيْ يَدْخُلْنَ النَّاَر". فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَبْشِرِيْ، فَإنَّكِ مِنْ حِجَارَةِ قَصْرِ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاء فِيْ الْجَنَّةِ". فَعِنْدَ ذَلِكَ فَرِحَتْ الرَّحَا وَاسْتَبْشَرَتْ وَسَكَنَتْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاِبْنَتِهِ فَاطِمَةَ: "لَوْشَاءَ اللهُ يَافَاِطَمُة لَطَحَنَتْ لَكِ الرَّحَا وَحْدَهَا، وَلَكِنْ أَرَادَ < ص 13 > اللهُ تَعَالَى أَنْ يَكْتُبَ لَكِ الحَسَنَاتِ، وَيُكَفِّرَ لَكِ السيِّآتِ، وَيَرْفَعَ لَكِ الدَرَجَاتِ. يَا فَاطِمَةُ، أَيُّمَا امْرَأَةٍ طَحَنَتْ لِزَوْجِهَا وَأَوْلاَدِهَا إلاَّ كَتَبَ اللهُ لَهَا بِكُلِّ حَبَّةٍ مِنَ القَمْحِ حَسَنَةً، وَمَحَا عَنْهَا سَيِّئَةً، وَرَفَعَ لَهَا دَرَجَةً. يَا فَاطِمَةُ، أَيُّمَا امْرَأَةٍ عَرِقَتْ عِنْدَ طَحِيْنِهَا لِزَوْجِهَا إلاَّ جَعَلَ اللهُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ النَّارِ سَبْعَ خَنَادِقَ. يَا فَاطِمَةُ، أَيُّمَا امْرَأَةٍ دَهَنَتْ رُؤُوْسَ أَوْلاَدِهَا وَسَرَّحَتْهُمْ وَغَسَلَتْ ثِيَابَهُمْ إلاَّ كَتَبَ اللهُ لَهَا أَجْرَ مَنْ أَطْعَمَ أَلْفَ جَائِعٍ وَكَسَا أَلْفَ عُرْيَان. يَا فَاطِمَةُ، أَيُّمَا امْرَأَةٍ مَنَعَتْ حَاجَةَ جِيْرَانِهَا إلاَّ مَنَعَهَا اللهُ تَعَالَى عَنِ الشُرْبِ مِنْ حَوْضِ الْكَوْثَرِ يَوْمَ القِيَامَةِ. يَا فَاطِمَةُ، أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ رِضَاالزَّوْجِ عَنْ زَوْجَتِهِ، وَلَوْ كَانَ زَوْجُكِ غَيْرَ رَاضٍ عَنْكِ مَاكُنْتُ أَدْعُوْ لَكِ، أَمَا تَعْلَمِيْنَ يَافَاطِمَةُ، أَنَّ رِضَاالزَوْجِ مِنْ رِضَااللهِ تَعَالَىْ، وَسخَطُهُ مِنْ سَخَطِ اللهِ تَعَالَىْ. يَا فَاطِمَةُ، إِذَا حَمَلَتْ المَرْأَةُ بِالْجَنِيْنِ فِيْ بَطْنِهَا اسْتَغْفَرَتْ لَهَا المَلاَئِكَةُ، وَكَتَبَ اللهُ لَهَا كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ، وَمَحَا عَنْهَا أَلْفَ سَيِّئَةٍ، فَإِذَا جَاءَهَا الطَلْقُ كَتَبَ اللهُ لَهَا ثَوَابَ المُجَاهِدِيْنَ فِيْ سَبِيْلِ اللهِ تَعَالَى، فَإِذَا وَضَعَتْ حَمْلَهَا خَرَجَتْ مِنْ ذُنُوْبِهَا كَيَوْمِ وَلَدَتْهَا أُمُّهَا. يَا فَاطِمَةُ، أَيُّمَا امْرَأَةٍ خَدَمَتْ زَوْجَهَا بِنِيَّةٍ صَادِقَةٍ إلاَّ خَرَجَتْ مِنْ ذُنُوْبِهَا كَيَوْمِ وَلَدَتْهَا أُمُّهَا، وَلَمْ تَخْرُجْ مِنَ الدُنْيَا وَعَلْيْهَا مِنَ الذُنُوْبِ شَيْءٌ، وَتَجِدُ قَبْرَهَا رَوْضَةً مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ، وَأَعْطَاهَا اللهُ تَعَالَى ثَوَابَ أَلْفِ حَجَّةٍ وَأَلْفِ عُمْرَةٍ، وَيَسْتَغْفِرُ لَهَا أَلْفُ مَلَكٍ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ. وأَيُّمَا امْرَأَةٍ خَدَمَتْ زَوْجَهَا يَوْمًا وَلَيْلَةً بِطِيْبِ نَفْسٍ وَإِخْلاَصٍ وَنِيَّةٍ صَادِقَةٍ إِلاَّ غَفَرَ اللهُ لَهَا ذُنُوْبَهَا كُلَّهَا، وَأَلْبَسَهَا يَوْمَ القِيَامَةِ حُلَّةً خَضْرَاءَ، وَكَتَبَ لَهَابِكُلِّ شَعْرَةٍ فِيْ جَسَدِهَا أَلْفَ حَسَنَةٍ، وَأَعْطَاهَا الله مِائَةَ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ. يَا فَاطِمَةُ، أَيُّمَا امْرَأَةٍ تَبَسَّمَتْ فِيْ وَجْهِ زَوْجِهَا إِلاَّ نَظَرَ اللهُ لَهَا بِعَيْنِ الرَّحْمَةِ. يَا فَاطِمَةُ، أَيُّمَا امْرَأَةٍ فَرَشَتْ لِزَوْجِهَا بِطِيْبِ نَفْسٍ إِلاَّ نَادَاهَا مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: اسْتَقْبِلِيْ العَمَلَ، فَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَكِ مَاتَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ. يَا فَاطِمَةُ، أَيُّمَا امْرَأَةٍ دَهَنَتْ رَأْسَ زَوْجِهَا وَلِحْيَتَهُ، وَقَصَّتْ شَارِبَهُ، وَقَلَمَتْ أَظَافِرَهُ إِلاَّ سَاقَاهَا اللهُ مِنَ الرَّحِيْقِ المَخْتُوْمِ، ومن أَنْهَارِ الجَنَّةِ، وَهَوَّنَ اللهُ عَلَيْهَا سَكَرَاتِ المَوْتِ، وَتَجِدُ قَبْرَهَا رَوْضًا مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ، وَيَكْتُبُ اللهُ لَهَا بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ، وَالجوَازَ عَلَى الصِّرَاطِ}. ومعنى الرحيق: الخمر الصافية. ومعنى المختوم: الممنوع من أن تمسه يد إلى أن يفك الأبرار ختمه، والمختوم أشرف الجارى.
وروي عن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: {إِذَا غَسَلَتْ الْمَرْأَةُ ثِيَابَ زَوْجِهَا كَتَبَ اللهُ لَهَا أَلْفَيْ حَسَنَةٍ وَغَفَرَ لَهَا أَلْفَيْ سَيِّئَةٍ، وَاسْتَغْفَرَ لَهَا كُلُّ شَيْءٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَمْسُ}. وقالت عائشة رضي الله عنها: {صَرِيْرُ مِغْزَلِ المَرْأَةِ يَعْدِلُ التَكْبِيْرَ فِيْ سَبِيْلِ اللهِ، وَأَيّمَا امْرَأَةٍ كَسَتْ زَوْجَهَا مِنْ غزْلِهَا كَانَ لَهَا بِكُلِّ سدىً مِائَةُ أَلْفِ حَسَنَةٍ}.
وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: {مَنْ اشْتَرَى لِعِيَالِهِ شَيْئًا ثُمَّ حَمَلَهُ بِيَدِهِ إِلَيْهِمْ حَطَّ اللهُ عَنْهُ ذُنُوْبَ سَبْعِيْنَ سَنَةً}. وقال صلى الله عليه وسلم: {مَنْ فَرَّحَ أُنْثَى فَكَأَنَّمَا يَبْكِى مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَمَنْ بَكَي مِنْ خَشْيَةِ اللهِ تَعَالَى حَرَّمَ اللهُ جَسَدَهُ عَلَى النَّارِ}. وقال صلى الله عليه وسلم: {الْبَيْتُ الَّذِيْ فِيْهِ الْبَنَاتُ يُنْزِلُ اللهُ فِيْهِ كُلَّ يَوْمٍ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ رَحْمَةً، وَلاَ تَنْقَطِعُ زِيَارَةُ المَلاَئِكَةِ مِنْ ذَلِكَ البَيْتِ وَيَكْتُبُوْنَ لأَبَوَيْهِنَّ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ عِبَادَةَ سَبْعِيْنَ سَنَةً
وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: {مَنْ اشْتَرَى لِعِيَالِهِ شَيْئًا ثُمَّ حَمَلَهُ بِيَدِهِ إِلَيْهِمْ حَطَّ اللهُ عَنْهُ ذُنُوْبَ سَبْعِيْنَ سَنَةً}. وقال صلى الله عليه وسلم: {مَنْ فَرَّحَ أُنْثَى فَكَأَنَّمَا يَبْكِى مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَمَنْ بَكَي مِنْ خَشْيَةِ اللهِ تَعَالَى حَرَّمَ اللهُ جَسَدَهُ عَلَى النَّارِ}. وقال صلى الله عليه وسلم: {الْبَيْتُ الَّذِيْ فِيْهِ الْبَنَاتُ يُنْزِلُ اللهُ فِيْهِ كُلَّ يَوْمٍ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ رَحْمَةً، وَلاَ تَنْقَطِعُ زِيَارَةُ المَلاَئِكَةِ مِنْ ذَلِكَ البَيْتِ وَيَكْتُبُوْنَ لأَبَوَيْهِنَّ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ عِبَادَةَ سَبْعِيْنَ سَنَةً